بسم الله الرحمن الرحيم
كثير منا من يسب الزمن او الدنيا او الحياة او الدهر او الوقت
فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
لا تسبو الدهر فان الله هو الدهر )
ما معنى لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر
هل
الحديث لا تسبوا الوقت فإن الله هو الوقت يصح عن الرسول صلى الله عليه
وسلم؟ وإذا كان صحيحا, فكيف تفسره؟ فقد أشكل علي هذا الموضوع.
الحمد لله
الحديث ليس بهذا اللفظ " لا تسبوا الوقت فإن
الله هو الوقت " ، وإنما هو بلفظ " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " (
وقد يكون اللفظ المذكور جاء بسبب طريقة ترجمة السؤال ) ، وقد رواه مسلم عن
أبي هريرة ، وفي لفظ آخر: " لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو
الدهر "
و أما معنى الحديث فقد قال النووي :
قالوا: هو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن
تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو
تلف مال أو غير ذلك فيقولون " يا خيبة الدهر " ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي
: لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى
لأنه هو فاعلها ومنزلها ، وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو
مخلوق من جملة خلق الله تعالى .
ومعنى " فإن الله هو الدهر " أي : فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات والله أعلم .
" شرح مسلم " .
وينبغي أن يعلم أنه ليس من أسماء الله اسم "
الدهر " وإنما نسبته إلى الله تعالى نسبة خلق وتدبير ، أي : أنه خالق
الدهر ، بدليل وجود بعض الألفاظ في نفس الحديث تدل على هذا مثل قوله تعالى
: " بيدي الأمر أقلِّب ليلَه ونهارَه " فلا يمكن أن يكون في هذا الحديث
المقلِّب - بكسر اللام - والمقلَّب - بفتح اللام - واحداً ، وإنما يوجد
مقلِّب - بكسر اللام - وهو الله ، ومقلَّب - بفتح اللام - وهو الدهر ،
الذي يتصرف الله فيه كيف شاء ومتى شاء .