مي زيادة (1886 - 1941 م) هي شاعرة وأديبة فلسطينية، ولدت في الناصرة عام 1886 م، اسمها الأصلي كان
ماري إلياس زيادة، واختارت لنفسها اسم مي فيما بعد. كانت تتقن ست لغات، وكان لها ديوان باللغة الفرنسية.
أتمت دروسها في لبنان ثم هاجرت مع أبيها إلى القاهرة.
نشرت مقالات أدبية ونقدية واجتماعية منذ صباها فلفتت الأنظار إليها. كانت
تعقد مجلسها الأدبي كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع وقد امتازت بسعة الأفق ودقة
الشعور وجمال اللغة.توفيت عام 1941 م في مصر.
من أشهر أعمالها
- كتاب المساواة.
- باحثة البادية .
- سوانح فتاة .
- كلمات و أشارات .
عاشت ميّ
معظم سنين حياتها في مصر، وعرفت بمنتداها الأدبي الذي كان يختلف إليه
كلّ ثلاثاء نخبة من الأدباء والمفكرين. وكذلك باهتمامها بوطنها، فكانت تعمل بجد من
أجل تطويره ورقيّه مع الحفاظ على أصالته وتراثه. إلى جانب ذلك تناولت ميّ بعض
القضايا التي تهم المجتمع، مثل المرأة، والحكم.
ولميّ العديد من
المؤلفات والرسائل، والمقالات في الجرائد والمجلات، والخطب والمحاضرات. وكان لثقافتها
المتنوعة تنوع أزهار الحدائق الغناء،إلى جانب إتقانها لعدة لغات اثر واضح في عذوبة
اسلوبها، وروعة تصويرها، ودقة وصفها، وتميز أدبها الوجداني وشفافيته. إضافة إلى
شخصيتها الجريئة وطموحها وفطنتها.
وكل هذه
السمات تعزز الإبداع والتميز عند ميّ في مجتمع ندر فيه المتعلمين وخاصة من النساء،
حتى كان يمكن عدهن على أصابع اليد الواحدة في كل قطر.
ولا يمكن
نسيان دور البيئة التي نشأت ميّ فيها وترعرعت، وكان منهل وفير في تميز وتوجيه تلك
الندرة. حتى غدت منارة تشع بالعلم، ومنهل يستقى منه.
مما قيل عنها: قال مصطفى
عبد الرزاق :
"أديبة جيل،
كتبت في الجرائد والمجلات، وألفت الكتب والرسائل، وألفت الخطب والمحاضرات، وجاش
صدرها بالشعر أحياناً، وكانت نصيرة ممتازة للأدب، تعقد للأدباء في دارها مجلساً
أسبوعياً، لا لغو فيه ولا تأثيم، ولكن حديث مفيد وسمر حلو وحوار تتبادل فيه
الآراء، في غير جدل ولا مراء".
وفي مجلسها يقول
إسماعيل صبري باشا:
"إن لم أمتع بمّي ناظري غداً
أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء".
وفاتها: مات أبوها وبعده
أمها. ثم توفي جبران خليل جبران الأديب الكاتب، فكانت الفاجعة كبيرة، وذلك لأنهما
كانا متحابين على الرغم من أنهما لم يلتقيا، إلا أنهما كانا يتبادلان الرسائل.
فشعرت بالوحدة، وغلبها الحزن فاعتزلت الناس، وانقطعت عن الكتابة والتأليف، وتغلبت
عليها "الوساوس"، فمرضت سنة 1936 وظلت في اضطراب عقلي نحو عامين، وتعافت
إلا أنه عاودها المرض مما أدى إلى وفاتها في مستشفى المعادي، ودفنت في القاهرة في
19 تشرين الأول من سنة 1941.