وقفت باب ربى الكريم لأناجيـــــــــــــــــــــــه
كطفل تعلق بجلباب أمه لعلها من لهفته تؤيه
يا من خلقت جسدى وأبدعته من أسفله إلى تراقيه
وشققت سمعى وبصرى وعلمتنى العلم وباركت فيه
ونظمت عقلى وسترت عيبى وقلبى أخذت بنواصيه
وصرحت لأذنى أن تسمع كلامك الذى لا لغو فيه
جعلته دستورى وعلمتنى كيف أهتدى لمعانيه
وأن أعمل بأوامره وأنتهى عن نواهيه
وتب عليا كما تبت على آدم واجتبيته فكنت خير من يجتبيه
إذ أكل من شجرة موهوما فبدا من سوءته ما كان يخفيه
فناداك مكروبا فاستجبت له وسترت من عيبه ما كان مبديه
وعلمته الأسماء كلها فسبحانك لا علم إلا الذى تعطيه
وأورثته الأرض أبا للابن وأبيه
وإبراهيم نجيته من كيد النمرود وكفر أبيه
فكان فى النار بردا وسلاما برحمتك كنت تقيه
وموسى كلمته من فوق سبع سموات وأرسلته إلى فرعون ليهديه
وأنجيته من كيد الطاغين لما كاد الماء أن يغطيه
ونوحا حملته على ذات الواح مع الخلائق من كل شبيه
ويوسف ناداك فى الظلمات من الجب فكنت خيرا من يليه
وحفظته من كيد النساء وكيد إخوته من أبيه
وصدقته الرؤيا بالحق وأورثته مصرا ملك يعتليه
ولوطا رحمته من قرية تشتهى من الذكر الشبيه
وأرسلت عليها حاصبا لا يقرق الأخ من أخيه
وإسماعيل حفظته من ذبح بسكين إبراهيم أبيه
وبكبش من السماء كنت خير من يفتديه
سنة الأضحى إلى يومنا هذا للغنى والفقير ثلث باركت فيه
وأرسلت من نسله نطفة لو شاع نورها على الكون يغطيه
وعيسى يبرأ الأكمه والأبرص بإذنك أول الأمر وثانيه
ورفعته لما ضاقت به زراعا إليك لتجتبيه
وما قتلوه وما صلبوه كما قال منهم السفيه
ابى قلبى أن أختم مناجاة دون ذكر الحبيب واثنيه
وأدعو الله أن يجمعنا به يوم يفر المرء من أخيه
ويقربنا من مجلسه بالأخلاق وبالعمل الصالح نؤديه
ويسقينا من حوض شربه للمرء من الظمأ تكفيه
ويجعلنا ممن يشير إليه يوم الجمع ويناديه
بشراك رفقتى على الأرائك ولباس حرير ترتديه
لقد أتبعت سنتى فصمت رمضان وقمت لياليه
وآخر دعائى أن يرحمنى ربي عند السكرات وملك الموت التقيه
وعند نزول قبرى ووضع جسدى فى التراب يواريه
ويثبتنى بالقول الثابت عند السؤال أول الأمر وناهيه
والحمد لله رب العالمين آخر دعوانا لمن نناجيه
موضوع: قصيدة مناجاة لربي 
الخميس يونيو 05, 2008 3:16 pm
