هل يستطيع الناس ان يتركوا التعامل فيما بينهم

المقصود بالمعاملات فى الاسلام ما يحدث بين الناس من تصرفات بعضها يتعلق بالشراء و بعضها يتعلق بالبيع و بعضها يتعلق بغير ذلك من الوان تبادل المنافع بين الناس فى حدود ما احله الله تعالى و السؤال الذى يطرح نفسه هو هل يستطيع الناس ان يتركوا التعامل فيما بينهم
كلا لا يستطيع الناس ان يتركوا التعامل بينهم لآن الله تعالى اوجد الناس فى الحياه و سخر بعضهم لخدمة بعض بحيث لا يستطيع احدهم ان يعيش فى عزلة عن غيره بل لابد من وجود التعامل فيما بينهم عن طريق البيع او الشراء او غيرهما و هذا هو معنى قول احد الحكماء الانسان مدنى بطبعه اى ان الانسان محتاج الى غيره فى طعامه م شرابه و كسائه و دوائه و غير ذلك من امور لا غنى عنها فى حيتنا

و رحم القائل
الناس للناس من بدو و حاضرة بعض لبعض و ان لم يشعروا خدم

و قد اشار الله تعالى فى كتابه فقال بسم الله الرحمان الرحيم اهم يقسمو ن رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا

و لفظ سخريا بمعنى خدمة بعض الناس لبعض

اى نحن بقدرتنا ورحمتنا و حكمتنا قد قسمنا بين الناس ارزقهم فى هذه الدنيا و لم نترك تقسيمها لاحد منهم و نحن الذين تولينا تدبير هذه الارزاق و توفير اسبابها و لم نكلها اليهم لعلمنا بعجزهم و قصورهم و نحن الذين رفعنا بعضهم فوق بعض درجات فى الدنيا فهذا غنى و ذاك فقير و هذا خادم وذاك مخدوم و هذا ضعيف و ذاك قوى و قد فعلنا ذلك ليستخدم بعضهم بعضا فى حوائجهم و ليعاون بعضهم بعضا فى قضاء مصالحهم و ليتبادلو المنافع فيما بينهم عن طريق البيع و الشراء و غيرهما و بذالك يعمر الكون و تنتظم الحياه و يعم الرخاع